تعرف علي أستاذ مبيدات قادته أروقة كلية الزراعة إلي النجومية في الفن

>> إتقن أدوار إين البلد بعباءة الإستاذ الجامعي

الفنان القدير سيد عبد الكريم سيد عبد الكريم  من مواليد 26 يوليو 1936 وتوفي في 31 مارس 2012  وأحد خريجي قسم المبيدات الذي تحول من الإستاذية بكلية الزراعية إلي نجم في الفن بدرجة إستاذ، بعد أن ترك الأستاذية بكلية الزراعة لأجل الفن وخلع زي الأستاذ الجامعي لأجل الإبداع فيه.

تختلف قصته في عالم الفن عن بقية الفنانين خريجي كليات الزراعة وتحديدا من قسم المبيدات، مثل الفنان عادل إمام وسمير غانم ودلال عبدالعزيز وجورج سيدهم وصلاح السعدني ومحمود عبدالعزيز ومحسن توفيق ومدحت مرسي ومحمد أبوالحسن والمخرج محمد فاضل،  حيث تخرج الفنان سيد عبدالكريم من قسم كيمياء المبيدات عام 1959 بكلية الزراعة وبدأت رحلته الفنية على خشبة مسرحة الليتوريا وتخصص فى الأعمال التليفزيونية ووصلت أعماله الفنية إلى أكثر من 70 عملاً.

ومن المفارقات إنه بعد حصوله على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية واصل دراسته حتى نال درجتي الماجستير والدكتوراه، ثم صار أستاذاً جامعياً في تخصص علم مقاومة الآفات الزراعية بكلية الزراعة في مشتهر جامعة بنها، لذا كان زملاؤه في الجامعة يعتبرونه أستاذًا جامعيًا بدرجة فنان، وزملاؤه في الوسط الفني يتعاملون معه على أساس أنه فنان بدرجة أستاذ جامعة.

وأثناء ذلك جذبه العمل في الفن الذي عشقه منذ سنوات طفولته المبكرة وكان يمارسه من خلال المسرح المدرسي.

بدأت رحلته مع الفن منذ صغره، حيث كان يقلد والده ويرتدي ملابسه بطريقة مميزة كانت تثير دهشة من حوله، خصوصا أصدقاءه وأشقاءه، وعندما التحق بمدرسة رياض باشا الابتدائية بمنطقة الرمل بالإسكندرية سارع بالمشاركة في فريق التمثيل بالمدرسة، وكان محبوبا جدا من زملائه لخفة ظلة وأيضا لطيبته الشديدة، وأطلق عليه أصدقاؤه لقب «كيمو» نسبة إلى اسم عبد الكريم، كما كان عضوا بارزا في فريق التمثيل بمدرسة الرمل الثانوية، وقام ببطولة الكثير من المسرحيات.

أما في المرحلة الجامعية، فكان سيد عبد الكريم دائم الاستماع إلى نصائح الفنانين الكبار الذين كانوا يأتون من وقت لآخر لمشاهدة العروض المسرحية بالجامعة، حيث نصحه وقتها المخرج الراحل نور الدمرداش بأن يركز في التمثيل ويبتعد عن الإخراج، خصوصا أنه كان أحيانا يقوم بإخراج بعض الأعمال المسرحية.

أهم أعمال الفنان سيد عبدالكريم

تخصص الراحل في تقديم الدراما التلفزيونية، حيث وصلت أعماله فيها لأكثر من 70 عملا، بعد أن برع في تجسيد أدوار «المعلم»، والرجل الشعبي البسيط الذي يتصرف بشهامة «ابن البلد» ويتمتع بشعبية بين أهل منطقته. ورغم عدم تقديمه لأدوار البطولة فإنه تميز في الأدوار الثانية والمساعدة للنجوم، حيث عمل مع كبار الفنانين، منهم يحيى الفخراني وصلاح السعدني وممدوح عبد العليم وهشام سليم وغيرهم من النجوم.

ويعد مسلسل «ليالي الحلمية» أحد أهم مسلسلات سيد عبد الكريم على الإطلاق، الذي جسّد من خلاله شخصية «المعلم زينهم السماحي» وهو الاسم الذي لازمه إعلاميا واشتهر به كذلك بين جمهوره. كما شارك الراحل في الكثير من المسلسلات الناجحة منها «راس القط» مع الفنان صلاح ذو الفقار، و«جمهورية زفتى»، و«زيزنيا»، و«هي والمستحيل»، و«خالتي صفية والدير»، و«امرأة من زمن الحب» و«أميرة في عابدين».

أما في السينما، فيعد دوره في فيلم «المهاجر» مع المخرج يوسف شاهين، واحدا من أهم أعماله السينمائية، وكذلك دوره في فيلم «كتيبة الإعدام» مع الفنان نور الشريف.

منذ نحو 20 عامًا ارتدى شخصية “زينهم السماحي” المعلم الذي لا يبرح جلبابه في المسلسل الاجتماعي الشهير “ليالي الحلمية” برأي مخرج العمل إسماعيل عبدالحافظ، فأضحى أيقونة للشجاعة والشهامة وحب البلد ورمزًا لابن البيئة الشعبية البار، أحبه الجمهور لقربه من الشخصية التي كان عليها الرجل المصري لعقود طويلة المميزة بأخلاقها الحميدة.

وجسّد الفنان سيد عبدالكريم، شخصية «عزوز أبوشام» في مسلسل «زيزينيا» وشخصية خادم الكنيسة في مسلسل «خالتي صفية والدير»، وشخصية ربيع السخن في مسلسل «أميرة في عابدين»، أبناء الطبقة الشعبية الذين كانوا سببًا في شهرته وذياع صيته، إلى أن قرر التخلي عنهم والفرار من حصارهم لإثبات تمكنه من أداء شخصيات أخرى ما يلبث أن يقدمها حتى يطالبه الجمهور بالعودة لسيرته الأولى.

يُبكي الجمهور مهما كانت مساحة أدواره صغيرة، فهو الأب الذي يصرخ في الحارة ويدعو الله بكل ما احتل قلبه من قهر، بأن يجد ابنه بعدما جاءه خبر سجن ولده في بلدٍ أخرى مدى الحياة، وكذلك الأب الذي يعنّف ولده، والدموع تغلبه، ليترك ابنة «الذوات» ويلتفت لمستقبله ويبحث عمن تكافئه في المستوى الاجتماعي.

مَن ألبسه الجلباب هو مَن خلعه عنه، وكأن كلمة السر هي المخرج إسماعيل عبدالحافظ، الذي أخرجه من جلباب «زينهم السماحي» الذي فصلّه له وألبسه “أشيك البدل” التي تليق بدور “معالي الوزير” قدري نعيم في مسلسل الأصدقاء، وكان قرار «عبدالكريم» النهائي بخلع الجلباب لحين إشعار آخر.

«أوعى يا دكتور سيد تحن تاني للجلباب وتنسى أنك كنت وزيرًا مشهورًا»، نصيحة «عبدالحافظ» للنجم المتنوع بين أدوراه عقب انتهاءه من آخر مشهد له في مسلسل «الأصدقاء»، كما قال الفنان في أحد حواراته الصحفية، وظل عبدالكريم متنقلًا بين الأدوار التي لا ينساها جمهور الدراما حتى توفي الفنان سيد عبد الكريم في يوم السبت 31 مارس عام 2012 عن عمر يناهز 76 عاماً نتيجة أزمة قلبية حادة.